أخبار وتقاريرإصداراتاخبار الإتحادبياناتقراراتمقالات

في قمة «القاهرة للسلام 2023»، السيسي يحذر من أزمة إنسانية خطرة فى غزة بسبب محاولات التهجير القسرى

 افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى فعاليات قمة «القاهرة للسلام 2023»، أمس، فى العاصمة الإدارية الجديدة، والتى دعت إليها مصر لبحث تطورات القضية الفلسطينية، والتوصل إلى توافق اتساقًا مع المبادئ الدولية والإنسانية لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وتأكيد أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والدفع نحو تفعيل عملية السلام فى الشرق الأوسط، بمشاركة عدد كبير من الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية ورؤساء عدد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية.

ودعا الرئيس السيسى، فى كلمته خلال افتتاح القمة، إلى توفير الحماية الدولية للمدنيين الأبرياء، ووقف ترويعهم واستهدافهم، محذرًا من أزمة إنسانية خطرة فى قطاع غزة من محاولات التهجير القسرى بممارسات ترفضها مصر والعالم والقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، مشددًا على رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية.

 

وقال الرئيس السيسى: «نلتقى بالقاهرة فى أوقات صعبة تمتحن إنسانيتنا قبل مصالحنا، وتختبر عمق إيماننا بقيمة الإنسان وحقه فى الحياة وتضع المبادئ التى نعتنقها فى موضع التساؤل والفحص، والقمة تنعقد فى أوقات صعبة يُختبر فيها عمق إيماننا بالقيم والمبادئ، حيث إن شعوب العالم وليس المنطقة فقط تترقب مواقفنا فى هذه اللحظة التاريخية اتصالًا بالتصعيد العسكرى الحالى، منذ السابع من أكتوبر الجارى، فى إسرائيل والأراضى الفلسطينية».

 

وشدد على أهمية وقف التصعيد العسكرى تمهيدًا للتهدئة وبدء التفاوض وصولًا إلى حل عادل للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وفق حل الدولتين، والعمل جديًّا على دعم السلطة الفلسطينية الشرعية.

 

وأكد أن مصر تدين بوضوح كامل استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين، وفى الوقت ذاته، تعبر عن دهشتها البالغة من أن يقف العالم متفرجًا على أزمة إنسانية كارثية يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطينى فى قطاع غزة يُفرَض عليهم عقاب جماعى وحصار وتجويع وضغوط عنيفة للتهجير القسرى فى ممارسات نبذها العالم المتحضر، الذى أبرم الاتفاقيات وأَسَسَّ القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى لتجريمها، ومنع تكرارها، ما يدفعنا إلى تأكيد دعوتنا إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى والمدنيين الأبرياء.

 

وتساءل الرئيس السيسى: «أين قيم الحضارة الإنسانية التى شيدناها على امتداد الألفيات والقرون، أين المساواة بين أرواح البشر دون تمييز أو تفرقة أو معايير مزدوجة؟!»، مؤكدًا أن مصر، منذ اللحظة الأولى، انخرطت فى جهود مضنية لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية إلى المُحاصَرين فى غزة، ولم تغلق معبر رفح البرى فى أى لحظة، إلا أن القصف الإسرائيلى المتكرر لجانبه الفلسطينى حال دون عمله.

 

وتابع: «وفى هذه الظروف الميدانية القاسية، اتفقت مع الرئيس الأمريكى جو بايدن على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشرافٍ وتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالة الأونروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، وأن يتم توزيع المساعدات بإشراف الأمم المتحدة على السكان فى قطاع غزة».

وقال الرئيس السيسى إن العالم يجب ألّا يقبل استخدام الضغط الإنسانى للإجبار على التهجير، وأكدت مصر وتجدد التأكيد على الرفض التام للتهجير القسرى للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضى المصرية فى سيناء، إذ إن ذلك ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية، وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وإهدارًا لكفاح الشعب الفلسطينى والشعوب العربية والإسلامية، بل جميع الأحرار فى العالم، على مدار 75 عامًا، هو عمر القضية الفلسطينية.

 

وأضاف: «يخطئ فى فهم طبيعة الشعب الفلسطينى مَن يظن أن هذا الشعب الأبى الصامد راغب فى مغادرة أرضه، حتى لو كانت هذه الأرض تحت الاحتلال أو القصف، كما أؤكد للعالم بوضوح ولسان مبين، وأعلن بعبارات صادقة عن إرادة الشعب المصرى كله، أن تصفية القضية الفلسطينية بدون حل عادل هى خارج نطاق الإمكان، وفى كل الأحوال لن يكون أبدًا على حساب مصر».

 

وتساءل الرئيس السيسى: «هل كُتب على هذه المنطقة أن تعيش فى هذا الصراع للأبد، ألم يأنِ الوقت للتعامل مع جِذر مشكلة الشرق الأوسط، ألم يأتِ الحين لنبذ الأوهام السياسية بأن الوضع القائم قابل للاستمرار، ووضع الإجراءات الأحادية والاستيطان وتدنيس المقدسات وخلع الفلسطينيين من بيوتهم وقُراهم ومن القدس الشريف؟!».

 

وأكد أن مصر دفعت ثمنًا هائلًا من أجل السلام فى هذه المنطقة، وبادرت به عندما كان صوت الحرب هو الأعلى، وحافظت عليه وحدها عندما كان صوت المزايدات الجوفاء هو الأوحد، وبقيت شامخة الرأس، تقود منطقتها نحو التعايش السلمى القائم على العدل.

 

وأوضح: «تقول لكم مصر بكلمات ناصحة أمينة إن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى، بل إن حلها الوحيد هو العدل بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة فى تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، فى دولة مستقلة على أرضهم، مثلهم مثل باقى شعوب الأرض».

 

واستطرد: «نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع، بما يهدد استقرار المنطقة، ويهدد السلم والأمن الدوليين، لذلك وجهت لكم الدعوة لنناقش معًا ونعمل على التوصل إلى توافق محدد، على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة، وتنتقل فورًا إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار، ثم البدء العاجل فى مفاوضات لإحياء عملية السلام، وصولًا إلى إعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى